علماء ألمان يطورون طريقة جديدة لتخزين الهيدروجين

حقق علماء ألمان خطوة جديدة في سبيل الاستغلال الأمثل للهيدروجين بشكل غير مكلف وصديق للبيئة حيث طوروا نظاما جديدا للحصول عليه وتخزينه، يقوم على استخدام محفز حديدي متداول في الأسواق.

وقال ماتياس بيلر، رئيس معهد روستوك للمحفزات، إن باحثي المعهد نجحوا في تطوير طريقة فريدة من نوعها حتى الآن لاستخراج الهيدروجين بأبسط التكاليف من حمض الفورميك (حمض النمليك).

وأوضح بيلر أن العلماء لجأوا الى استخدام حمض النمليك السائل لتجنب التخزين المكلف للهيدروجين في صورته الغازية.

شارك علماء من جامعة روستوك الألمانية و آخرون من جامعة لوزان السويسرية في تطوير هذه الطريقة، بحسب ماذكره الباحثون في مجلة ساينس الأميركية الصادرة اليوم الخميس.

يوجد حمض الفورميك بشكل طبيعي ويمكن الحصول عليه من عدة حشرات مثل النمل والنحل ومن نبات القراص، كما أنه أحد المركبات التي تنتج عند صناعة الخل.

ينتج عن هذا التفاعل باستخدام محفز حديدي إطلاق ثاني أكسيد الكربون مرة أخرى في الجو وهو ما جعل الباحثين يسعون لاستقبال هذا الغاز الانبعاثي ومنعه من الوصول للجو حتى لا يساهم في مزيد من التلوث.

ومن الطرق الممكنة لتحقيق ذلك خلط ثاني أكسيد الكربون بأملاح واستخدامه فيما بعد لتكوين حمض النمليك مرة أخرى.

يسعى الباحثون الآن الى ضم هذه الخطوات المختلفة الخاصة بإنتاج الهيدروجين وربط ثاني أكسيد الكربون الناتج عنه بعضها مع بعض.

وأشار بيلر إلى أن النظام الجديد يعمل تحت ظروف معتدلة وبإنتاج جيد ولكنه يحقق أفضل النتائج في درجة حرارة 80 درجة مئوية.

يتميز الهيدروجين، بحسب العلماء، بأنه نظيف وواسع الاستخدامات حيث يمكن استعماله على سبيل المثال في توليد الطاقة الكهربائية وبدون مخلفات، باستثناء الماء الناتج عن هذه العملية.

أكد رالف لودفيج، الكيميائي بجامعة روستوك، أنه نظرا لأن المصادر الطبيعية للطاقة مثل الغاز والنفط محدودة فإن الإنسان ليس أمامه سوى اللجوء لمصادر الطاقة المتجددة.

وقال بيلر إن إنتاج الهيدروجين من حمض الفورميك كان مكلفا للغاية حتى الآن أما نظامنا الذي لم يستخدم حتى الآن سوى في حدود مخبرية ضيقة فيمكن أن يوفر الكثير من التكاليف.

والمحفزات مواد مساعدة تضاف بكميات بسيطة للغاية للمساعدة على حدوث تفاعلات كيميائية محددة.

في اشارة لتأثير المحفزات، قال بيلر: إن المحفزات تساعد على الكثير من العمليات في الكون بدءا من نشأة الكواكب وحتى هضم الغذاء لتوليد الطاقة، فكل هذه العمليات عبارة عن تحول كيميائي بمساعدة المحفزات.